سلام الله عليكم ورحمتهُ تعالى وبركاته
سياق الحديث هذا ، وهو يدور بين زوجة وأُختها ..
.
.
موافقون .. إذن هيا بنا نُتابع ما يُقال ... " مع العلم أنه لا يُقصد به النميمه - معاذ الله - ( : "
الزوجة : سلام الله عليكِ أختى ورحمتهُ تعالى وبركاته
اختها : وعليكُم السلام ورحمة الله وبركاته ، كيف أحوالكِ حبيبتى ( أم ... )
الزوجة : الحمدلله - وتنطلق من داخلها تنهيده ساخنه - لكنى مُتعبة قليلاً ..
أختها : وما الذى يُتعبكِ .. أحكى لى .. أنا أُختكِ
الزوجة : آه .. مسئولية البيت ، وما أدراكِ ما هى مسئولية البيت ، يجب على أن أقوم بكُل صغيرة وكبيرة بالمنزل ، فزوجى يعتمد علي أعتماداً كُلي وجزئى ..
أختها : وما المُشكلة حبيبتى ، كُلنا هكذا ، فهذا الواجب علينا ، ويجب أن تصبرى ..
الزوجة : بالطبع يا حبيبتى تلك هى مسئوليتنا أمام الله ، ولكنى كثيراً ما أشعُر بالتعب وأن المسئولية كبيرة والألتزامات كثيرة ،
فيجب أن أُنظف المنزل وأعتنى به .. وأطبخ الطعام .. وأرعى الأولاد من نظافتهُم ومُذاكرتى لهُم حتى الأطمئنان عليهم وهُم نائمون ..
هذا بالأضافة إلى تصليح ما يخرب بالمنزل من كُل شىء مما أقدر على إصلاحه .. بالأضافة إلى فأجدنى فى نهاية الأمر أشعُر بالتعب ..
أختها : حبيبتى أستعينى بالله وبالذكر والدُعاء ، والله يُيسر لكِ جميع أمركِ ، ولا تنسين التسبيح كما علمهُ رسولنا الحبيب - صلى الله عليه وسلم - لأبنتهُ وقال لها أنه خير لكم من الخادم ،
فلا تعلمين ما به من بركه وتيسير للأمور وأيضاً ستجدين السهولة فى عمل المنزل ، بإذن الله ..
الزوجة : والله حبيبتى أفعل ولكنى بإذن الله سأزيد بنصيحتكِ تلك ، جزاكِ الله خيراً ، لكنى كثيراً ما أتذكر رسولنا الحبيب كم أنه كان متعاوناً مع زوجاتهُ ، وأتأمل زوجى فلا أجدهُ يفعل مثله ، ولا يتخذهُ قدوة حسنة له فى ذلك الأمر ...
أختها : حبيبتى لا تنسين أن زوجكِ يعمل طوال اليوم من أجلكِ وأولادكِ ، فالله يُعينهُ عليكُم ، فالتمسى له العُذر ...
الزوجة : معكِ حق أختى الحبيبة ، ولكنى كُنت أتمنى أن أجدهُ ذات يوم يحس بى ويُساعدنى بالمنزل ولو بالقليل .. كما كان يفعل رسولنا الحبيب .. فأسعد بذلك ...
أختها : حبيبتى إن العصر مُختلف الأن وضغوط الحياة كثيرة والألتزام بذلك صعب قليلاً من ناحية زوجكِ .. فاستعينى بالله واصبرى واسألى الله أن يُعينكِ على مسئوليتكِ ..
الزوجة : إن شاء الله أدعوه أن يتقبل وأن يأتى باليوم الذى يتعاون فيه معى زوجى بالبيت ...
وانتهى الحديث
أليس كثيراً ما يمُر علينا ذلك الحديث ، بأن يدور فيما بيننا أو نسمعهُ .. فيوجد نماذج من الأزواج بهذا الشكل فنجدهُم لا يتعاونون مع زوجاتهم بالمنزل أو بتربية الأبناء ،
ويقولون عيب .. كيف أساعد النساء فى أعمال البيت ، فهذا لا يصح ..
ويُحرج الزوج من أن يفعل ذلك ، وإذا فعله يخشى من أن يعلمهُ إخوانهُ من الرجال حتى لا يُقال عليه ما يفرضهُ علينا المُجتمع من عادات وتقاليد أن الزوج الذى يُساعد زوجتهُ هو الزوج المُتخاذل الضعيف الشخصية أمام زوجتهُ وأن ذلك عيب فى حقه ..
وكرامته لا تسمح بذلك .. وغيرها الكثير .. ونسوا حديث رسولنا الحبيب - صلى الله عليه وسلم : عن عائشة ، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي، وإذا مات صاحبكم فدعوه)) ، قال أبو حاتم رضي الله عنه: قوله صلى الله عليه وسلم ((فدعوه)) يعني لا تذكروه إلا بخير).
معى أخوانى وأخواتى ..
إذن فتعالوا معى لنتعرف أكثر على أعظم شخصية فى العالم مُنذُ بداية الخلق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. فإنه رسولنا الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً مِلءُ السموات والأرض فأنظُروا معى إلى ذلك الحديث الشريف :
( حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حماد بن خالد قال : ثنا ليث بن سعد عن معاوية عن صالح عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة قالت : ( سئلت ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعمل في بيته ؟ قالت : كان بشراً من البشر يفلي ثوبه و يحلب شاته و يخدم نفسه ).
أخبرنا أبو علي الروذباري ثنا أبو بكر بن محمويه العسكري ثنا جعفر القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود قال : ( سألت عائشة رضي الله عنها ما كلن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في أهله ، فقالت : كان يكون في مهنة أهله ، قال : تعني في خدمة أهله ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة . رواه البخاري في الصحيح عن آدم ).
يا الله ؛ ما أكرمك يا رسول الله ومن مثلك بذلك التعاون المُثمر ، بالطبع ليس يوجد مثيل ، فكم كان فى بيت زوجاته مثال الزوج المُتعاون الذى يرعى زوجاته ، فيُساعدهُن ويتقاسم معهن أعباء مسئولية البيت ، فكان يُساعد ولو بالقليل ، وكم لهذا من معنى بالغ الأهمية فى حياتنا ،
فإن رسول الله هو القدوة الحسنة لنا والمثال الطيب ، فعلى ذلك فاليعمل الأزواج .. وكم من أن ذلك يبعث السعادة فى نفس الزوجة ويُقرّب المسافة بين الأزواج وزوجاتهم ، فيكون هُناك التعاون والشعور المُتبادل فيُصبح هُناك تواصُل فى الحياة اليومية وتفاهُم وأنسجام ..
فهكذا كان رسولنا الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ببيته .. فليتخذهُ القدوة الحسنة أزواجُنا وليعملوا على منهاجه ، كما قال الله تعالى فى كتابه الكريم :{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21 فلم يكُن يقول ما لى وأمور البيت ، فذلك الرسول العظيم القائد .. المُحارب .. الداعى إلى الله .. المُصلح لنا دُنيانا وأخرتنا.. الرحمة المُهداة .. لم يستكبر عن المُساعدة .. بل عمل عليها وأمرنا بها ..
أرأيتم أخوانى واخواتى كم أن رسولنا الحبيب - صلى الله عليه وسلم - هو أعظم وسيد ولد آدم .. حتى بداخل منزله ..
وصلى اللهم وبارك على الحبيب وآله وصحبه وسلم
ويعجز المداد على مواصلة الكلمات ..
ويبقى دوماً للحديث عن الحبيب بقية لا تعجز ولا تنتهى
فتـابعـــوا معى ، جزاكُم الله خيراً
منقول