تمكن علماء الهندسة الوراثية من إنتاج أسماك معدلة الجينات، وتتميز بمعدل نمو يبلغ عشرة أضعاف معدل نمو الأسماك العادية
ومن المتوقع بدء بيع هذه الأسماك للمستهلكين في غضون عام
وتقوم شركة أمريكية تدعى إي إف بروتين بتربية الأسماك معدلة الجينات في منطقة برينس إدوارد أيلاند بكندا
ومن المتوقع أن توفر هذه الأسماك أول لحوم لكائن حي معدل الجينات لاستهلاكها كغذاء، كما أن الأسلوب المستخدم في إنتاجها سيخفض تكاليف تربية أصناف من الأسماك مثل السلمون إلى النصف
وقد تمكن علماء الشركة الأمريكية من زرع هرمونات النمو الخاصة بنوع من الأسماك وهرمونات محفزة لها مأخوذة من نوع آخر من الأسماك، داخل أسماك السلمون
ونتيجة لذلك بلغ حجم الأسماك المعدلة الجينات عند بلوغها ثمانية عشر شهرا من العمر خمسة أضعاف الحجم العادي
وقد ثارت اعتراضات حول هذا التجربة الجديدة من قبل القائمين على مزارع الأسماك التقليدية وجماعات الحفاظ على البيئة
ولكن مسؤولي شركة إي إف بروتين أكدوا أن كل الأسماك التي أجريت عليها التجارب عقيمة وغير قادرة على التوالد
غير أن جماعات الحفاظ على البيئة قالوا إنه من المستحيل ضمان عدم هروب أسماك التجارب وتوالدها بين الأسماك العادية، وإن ذلك قد يسبب مخاطر بيئية كبيرة
وذكر كريستوفر بوبارد، العضو بإحدى جماعات الحفاظ على البيئة أن أسماك السلمون تتميز بخصائص فريدة ومعقدة
فهي تقطع آلاف الكيلومترات في رحلات هجرة سنوية تنتهي بالعودة إلى مواطنها الأصلية
وقال بوبارد إن أسماك السلمون اكتسبت هذه القدرة العجيبة خلال رحلة تطور بدأت منذ العصر الجليدي قبل ملايين السنين
وحذر من أن أسماك السلمون معدلة الجينات إذا هربت من مزارعها واختلطت بالأسماك العادية قد تفسد مسار التطور الطبيعي
وكان عدد من علماء البيئة قد حذروا في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي من أن هروب سمكة واحدة معدلة الجينات قد يؤدي إلى القضاء على سلالة كاملة من خلال ما أطلق عليه العلماء سيناريو جين طروادة
ويذكر أن تجارب مماثلة أجريت في إحدى المزارع السمكية في بحيرة لوك فين باسكتلندا في عام ستة وتسعين
وقد صرحت السلطات الاسكتلندية في العام الماضي بأن التجارب أجريت تحت إشراف حكومي دقيق وأن جميع الأسماك التي خضعت لتجارب تعديل الجينات قد تم التخلص منها بعد الانتهاء من التجارب
ويلح حاليا الكثير من منتجي السلمون في اسكتلندا على الحكومة في المطالبة بالسماح لهم بإنتاج أسماك السلمون معدلة الجينات
إذ يخشى هؤلاء المنتجون من أن تسبقهم في ذلك دول أخرى كالنرويج التي تدرس حاليا إمكانية الاستعانة بهذه التقنية الحديثة